بسم الله الرحمن الرحيم
الجمهورية الإسلامية الموريتانية شرف ـ إخاء ـ عدل
رئاسة الجمهورية
المجلس الإقتصادي والاجتماعي والبيئي
كلمة رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسوله الكريم
صاحب الفخامة ، رئيس الجمهورية
السيد الوزير الاول
السيد رئيس الجمعية الوطنية
السيد رئيس المجلس الدستوري
السيد رئيس مؤسسة المعارضة الديمقراطية
السيد الوزير الامين العام لرئاسة الجمهورية
السيدة الوزيرة المستشارة برئاسة الجمهورية
السادة اعضاء الحكومة
السادة اعضاء السلك الدبلوماسي والهيئات والمنظمات المعتمدة
السيد والي ولاية نواكشوط الغربية
السيدة رئيسة مجلس نواكشوط الجهوي
السادة الحضور
أيها السادة والسيدات
باسم أعضاء المجلس الإقتصادي والاجتماعي والبيئي ، وبإسمي شخصيا ، يشرفني أن أعبر لفخامتكم ، فخامة رئيس الجمهورية، عن بالغ شعورنا بالفرح والارتياح لوجودكم بيننا اليوم لترؤس فعاليات تنصيبنا.
فخامة الرئيس،
إن هذه الهيئة مؤسسة دستورية استشارية خلقها دستور 20 يوليو 1991 ، وتأتي في أغلب الأنظمة الدستورية بعد الغرف البرلمانية، لذا تدعى في فرنسا الجمعية الثالثة وفي السينغال بالجمعية الثانية وتشكلتها عندنا أودعها القانون النظامي المنشئ لها جميع القوى الحية في البلد(من عمال وأرباب عمل وجميع الفاعلين الاقتصاديين والاجتماعيين والبيئيين والمجتمع المدني والأئمة والعلماء )، حتى أصبح غير مخطئ واصفها “بالبرلمان المعين” أو بموريتانيا المصغرة .
وعلى غرار ما يجري حولنا فالمجالس الاقتصادية والاجتماعية والبيئية هي البيئات السليمة والملائمة للنقاش والحوار بين مختلف الفرقاء الاقتصاديين والاجتماعيين والبيئيين والمجتمع المدني ، وباختصار هي مقود الحكامة الرشيدة وبوصلتها التي تهديها سواء السبيل وهي حزام أمان الدول الذي يجنبها الانزلاق عند ارتياد أرضية المخاطر ويمتص عنها قوة الصدمات ورجة الصراعات التي تصدع وتعرقل بل وتَقِف في وجه التقدم والنمو المجتمعي ….
فخامة الرئيس،
إننا نعلق آمالا جساما على مأموريتكم هذه ونتوق إلى ان يحقق فيها الوئام والتصالح بين الموريتانيين ويرجع فيها الى التروي في القرار والرفــق بالمواطنين …
كما نأمل أن يقاسمنا هذا التفاؤل جميع الفاعلين السياسيين وقادة الرأي حتى يدفعنا الى التداعي الى ما فيه خدمة وطننا وصالحه العام كي نجنب مجتمعنا الغالي ودولتنا الفتية شر الهزات وويلات التجاذبات السياسية غير البناءة .
فخامة الرئيس،
إنما اتخذتم حتى الآن من قرارات تم بأناة وهدوء وإصغاء للجميع، فعلى مثله نحثكم ونرجو ان يظل هو ديدنكم في المستقبل …
فخامة الرئيس،
سنعمل على ان يكون المجلس الإقتصادي والاجتماعي والبيئي عند حسن ظنكم بعد هذا التنصيب التاريخي له، وسيصاحب الإصلاحات البناءة التي ستقوم بها الحكومة، ويكون لها الثقل الموازي لرافعة النمو الاقتصادي والاجتماعي والبيئي المنشود، ويكون لقطار تنمية الدولة العجلة البديل عند كل عثرة …
وبكلمة واحدة سنعمل بالتناغم مع مؤسسات الجمهورية لتحقيق ما فيه صالح البلاد والعباد .
فخامة الرئيس ،
وإذا كان المجلس في الوقت الحالي كما يقول المثل الحساني « حاله يكفي عن سؤاله » فإنه يأمل في ظل عهدكم الذي تم إجماع الأمة على حسن طالعه أن يتبوأ المكانة اللائقة به بين المؤسسات الدستورية ويجعل في الظروف المعنوية والمادية اللازمة لعمله، كما يملي ذلك القانون، عسى أن ينسى سنوات الإقصاء والتهميش ويدلي بدلوه في دفع عجلة النمو بإثراء البرامج والخطط والنصوص ذات الطابع الإقتصادي والاجتماعي والبيئي ، التي ظل رأيه فيها معطلا حتى الساعة.
فخامة الرئيس،
أن المجلس رغم هذا وذاك ظل صامدا يتحرك في دائرة الممكن : فهو أقام علاقة تعاون وشراكـة قوية مع نظرائه في العالم : إذ هو عضو في : المجالس الاقتصادية والاجتماعية والمؤسسات المماثلة على المستويات الدولية و الإفريقية و الفرانكفونية .
و هو ناشط في الأعمال التحضيرية لخلق اتحاد المجالس الاقتصادية والاجتماعية والبيئية العربية .
غير أن هذا المجهود يعيقه ويحد من فعالية الاندفاع فيه أننا إذا دعانا غيرنا أنزلنا في قصور مشيدة ومقرات منيفة وحملنا في سيارات فارهة … ولانستطيع حتى الآن المعاملة بالمثل لأن فاقد الشيء لايعطيه .
فخامة رئيس الجمهورية ،
أسمحوا لي قبل الختام، ان أقول لكم أن هذه اللفتة الكريمة تشكل بالنسبة للمجلس تشجيعا قويا ودعما ملموسا سيعطيه دون ادنى ريب دفعا جديدا …
ولا يفوتني بمناسبة السنة الجديدة قبل أن انهي كلمتي أن أتمنى لكم شخصيا ولحكومتكم ولجميع الحضور وللشعب الموريتاني سنة سعيدة مليئة بأفراح التماسك والتعاضد والتقدم.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته